الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في فضل القرآن ، منها :
1- عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اقرأوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم
2- وعن النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدُمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم
3- وعن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري . وفي رواية : (إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه) .
4- وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها . لا أقول (الم) حرف ، ولكن ألف حرف ولامٌ حرف وميمٌ حرف) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
5- عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرِب) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
6- وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقالُ لصاحب القرآن : اقرأ وأرق ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
7- وعن نافع بن عبدالحارث قال كنت والياً لعمر بن الخطاب على مكة ، فسافر نافع وجعل مكانه عبدالرحمن بن ابزى وكان ابن أبزى من الموالي ، فسأله عمر : لمَ جعلته والياً على الناس وهو مولى ؟ قال : إنه قاري للقرآن وعالم بالفرائض ، فقال عمر رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) رواه مسلم
وقد كان لسلفنا الصالح أمثلة رائعة في المحافظة على كتاب الله اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أعظم الناس اهتماما بالقرآن وتلاوة له ، قال حذيفة رضي الله عنه صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قام من الليل فافتتح البقرة حتى ختمها ثم افتتح النساء حتى ختمها ثم افتتح آل عمران حتى ختمها ثم ركع) رواه مسلم ، قال حذيفة وكان يقرأ مترسلاً فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ
وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وافقه الذهبي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال . (انظر صفة صلاة النبي 99)
والسبع الطوال ك هي السور الست الأُوَل من القرآن مع سورة الأنفال والتوبة (كأنهما واحد)
وقام صلى الله عليه وسلم ليلة بآية يرددها : (إن تعذبهم فإنهم عبادك ... إلخ)
وكذلك من بعده من السلف الصالح كانوا يتلون كتاب الله كثيراً ومنهم من كان يختم في كل ليلة مرة ومنهم من يختم في رمضان 30 مرة كما ورد عن البخاري ومنهم من كان يختم فيه 60 مرة كما جاء ذلك عن الشافعي رحمهم الله
لكن الأفضل ألاَّ يقرأه في أقل من ثلاث ليال لقوله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو : (لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث) رواه النسائي وأبو داود
ويستحبّ لمن أراد القراءة التسوك والطهارة ، فإذا أراد الشروع استعاذ استحباباً وقيل بوجوبها كما حُكي عند عطاء وغيره
ومعنى الاستعاذة : استجير بجناب الله من الشيطان الرجيم ألا يضرني في ديني ودنياي أو يصرفني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه
ثم يبسمل عن بداية كل سورة عدا سورة براءة
وينبغي له الخشوع والتدبر لقول الله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ؟ أم على قلوب أقفالها )
وإن ردد الآية بقصد التدبر فحسن ، فقد قام صلى الله عليه وسلم بآية يرددها: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) رواه النسائي
ومن السنن والآداب ترتيل القرآن والخشوع والبكاء عند تلاوته وسؤال الرحمة عند تلاوته آياتها والاستعاذة من العذاب عن ذكره .
وينبغي له السجود عند آيات السجود لقول النبي (إذا قرأ ابن آدم السجدة اعتزل الشيطان يبكي ويقول ياويله أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت ما لسجود فلم أكبر فلي النار) رواه مسلم فإذا أراد السجود كبر (ولا بأس بوضع المصحف على الأرض ما دامت طاهرة) قاله الشيخ ابن باز .
فإذا سجد قال مثل ما يقوله في سجود الصلاة .
وقبل أن يقرأ وبعدما ينتهي وأثناء التلاوة وفي كل وقت ينبغي أن يستحضر النية الصالحة ويخلص عمله لله ولا يقرأ رياءً ولا سمعة ولا موافقة لحال الناس بل لابد أن يستحضر النية ويرجو الثواب .
مسألة : هل الأفضل الذكر أم القراءة ؟ أجاب شيخ الإسلام وتلميذه بأن القراءة أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء في الجملة . لكن قد يكون المفضول فاضلاً بحسب حال المسلم ووقته . راجع المجموع 23/63 والوابل الصيب .
مسألة : هل يجوز الجهر بحضرة من ينتقل ؟
أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى بأن ليس له ذلك إذا كان يؤذيهم بجهره لأنه صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون في رمضان ويجهرون بالصلاة فقال : (أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض)